وُلدت في شهر فبراير 2005، وكانت فرحة كبيرة في المنزل، حيث كنت أول مولود في عائلة أمي. كبرت وسط عائلة تهتم بي وتساندني، وشهدت طفولتي الكثير من اللحظات الجميلة. ومع مرور السنوات، اكتسبت تجارب شكلت شخصيتي وساعدتني على تحديد مساري في الحياة.
التحقت بالمعهد الابتدائي في قريتنا، وكانت هذه من أجمل مراحل حياتي، حيث قضيت طفولة مليئة بالذكريات والمغامرات. رغم أنني لم أكن في أفضل مستوياتي الدراسية حينها، إلا أنني استمتعت بتلك السنوات وتعلمت منها الكثير. ومع انتقالي إلى المرحلة الإعدادية، بدأت رحلتي الحقيقية في التطور الأكاديمي، حيث شهدت هذه المرحلة تحولًا كبيرًا في مستواي الدراسي، وكانت بداية تفوقي الذي استمر في السنوات التالية.
وصلت إلى المرحلة الثانوية الأزهرية، والتي كانت بلا شك أصعب مرحلة في حياتي. رغم أنني كنت في أفضل مستوياتي الدراسية، إلا أنني واجهت خلالها الكثير من التحديات والضغوط. كان مكتوبًا لي أن أمر بفترة من التعب والمشقة، لكنها كانت تجربة صقلت شخصيتي وقوت إرادتي. تعلمت خلالها معنى الصبر والاجتهاد، وأدركت أن لكل نجاح طريقًا مليئًا بالصعوبات، لكن بالإصرار والعزيمة يمكن تجاوز أي عقبة وبعدها لم أحصل على المجموع الذي كنت أتوقعه، لكنني على يقين بأن الله كان يعلم أين يكمن الخير لي.
بعد ظهور نتائج الثانوية، توجهت إلى أسيوط حيث كنت أرى أن كلية العلوم - وقسم الكيمياء تحديدًا - هو الأنسب لي، نظرًا لحبي لمادة الكيمياء منذ أيام الدراسة الثانوية. لكن بعدما مكثت هناك حوالي أسبوع أو أسبوعين، لم يُكتب لي القبول في قسم الكيمياء، مما اضطرني إلى العودة إلى القاهرة مرة أخرى وفيما بعد اكتشفت أن الأفضل أني عدت إلى القاهرة.
عدت إلى القاهرة والتحقت بكلية الهندسة الزراعية في جامعة الأزهر. في البداية، لم تكن الكلية خياري المفضل، لكن بعد مرور فصل دراسي تقريبًا، بدأت أتعمق في قراءة مواد التخصص واكتشفت حينها مميزات الكلية. ومن ثم، اخترت التخصص في قسم هندسة المنشآت الزراعية والتحكم البيئي، والذي وجدت فيه شغفي الأكاديمي.
بعد انتهاء السنة الأولى في الكلية، بدأت أهتم بالتدريبات والدورات التدريبية والأعمال التطوعية، حيث وجدت فيها فرصة رائعة للتطوير الذاتي. فأعمال التطوع مثلًا تمنحك شبكة علاقات قوية، وتُعلّمك العمل الجماعي، وكيفية التعامل تحت الضغط، وغير ذلك الكثير. أول تجربة تطوعية لي كانت مع وزارة الشباب والرياضة، وبعد أسبوع واحد فقط من انضمامي، تم اختياري لرحلة إلى بور سعيد – تلك المدينة الساحرة التي يعرف الجميع جمالها! قضينا هناك خمسة أيام مليئة بالخبرات المفيدة على جميع الأصعدة. أثناء وجودي في بور سعيد، تقدّمت بطلب للالتحاق بتدريب، وتمت الموافقة على طلبي بعد عودتي بحوالي أسبوعين – بعد اجتياز المقابلة الشخصية بنجاح. والحمد لله، كانت تلك التجربة غنية بالتعلم والنمو في كل الجوانب. كما شاركت أيضًا في أعمال تطوعية أخرى، منها التطوع في جمعية محلية في بلدتنا، حيث كنت أحرص على المشاركة بانتظام، وقد استفدت منها كثيرًا على المستويين الشخصي والمهني. أشكر الله على كل هذه الفرص التي ساعدتني في صقل مهاراتي وتوسيع آفاقي.
بعد انضمامي لأول عمل تطوعي في حياتي، أتتني فرصة ثمينة للسفر إلى بورسعيد. لم أتردد لحظة في قبول هذه الفرصة، وفي الحقيقة أصبح هذا القرار من أفضل ما اتخذته في مسيرتي. خلال هذه الرحلة، حققت استفادة شاملة على جميع الأصعدة. على المستوى المهاري، حظيت بفرصة المشاركة في تدريب مدربين (TOT) مكّنني من تطوير قدراتي القيادية، كما استفدت من ورشة عمل حول المهارات الناعمة (Soft Skills) التي ساعدتني في صقل أدائي الشخصي والمهني. أما على الصعيد الشخصي، فقد تعرفت على مجموعة من الأشخاص المتميزين بأفكارهم الراقية وطموحاتهم العالية، وكان لتفاعلي معهم أثر بالغ في توسيع مداركي. لا يمكنني الحديث عن هذه التجربة دون ذكر الجانب الترفيهي، فبورسعيد بجمالها الساحر وشواطئها الخلابة تظل من أجمل المدن المصرية التي زرتها على الإطلاق. اليوم، أنظر إلى هذه السفرية بكل فخر واعتزاز، فهي لم تكن مجرد رحلة عابرة، بل كانت محطة مهمة ساهمت في تشكيل شخصيتي وفتحت أمامي آفاقاً جديدة لم أكن أتخيلها من قبل.
بعد التدريب الذي التحقت به أثناء وجودي في بورسعيد، قررت أخيرًا أن أبدأ رحلتي على اليوتيوب، وهو حلم كان يراودني منذ حوالي أربعة أشهر قبل تلك الرحلة. واليوم، ها أنا ذا مستمر في هذه المسيرة، وأسأل الله أن يوفقني ويسدد خطاي. ما زلت في بداية الطريق، ولم أتخرج بعد، ولكنني أتوكل على الله وأدعوه أن يعينني ويكتب لي الخير في هذه المرحلة وما يليها. كل خطوة أخطوها هي تجربة أتعلم منها، وآمل أن تكون هذه البداية لمسار مميز ومفيد.
Have a question, collaboration idea, or just want to say hello? Feel free to reach out through any of the channels below or use the contact form.
y.mohamedtheengineer7@gmail.com
youtube.com/@youssefmohamedatta
Qalyubia, Egypt